دلال المغربي |
من بين هؤلاء الأبطال الفتاة الفلسطينية دلال المغربي والتي كانت آخر وصاياها قبل استشهادها:”لكل الفصائل أقولها لإخواني جميعًا أينما تواجدوا: الاستمرار بنفس الطريق الذي سلكناه”.
دلال المغربي شابة فلسطينية ولدت عام 1958 في أحد مخيمات بيروت لأسرة من يافا لجأت إلى لبنان عقب نكبة عام 1948، تلقت تعليمها الابتدائي والإعدادي في مدرستين تابعتين لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين ”الأونروا” ببيروت، والتحقت بالحركة الفدائية وهي على مقاعد الدراسة فدخلت عدة دورات عسكرية وتدربت على جميع أنواع الأسلحة وحرب العصابات وعرفت بجرأتها وحماسها الثوري والوطني.
شاركت دلال والتي كانت تبلغ من العمر 20 عامًا في عام 1978 في عملية فدائية في تل أبيب بالتنسيق مع خليل الزور الشهير بأبو جهاد ومؤسس حركة فتح الفلسطينية، وهدفت هذه العملية إلى توجيه ضربات انتقامية في عقر دار إسرائيل ”تل أبيب” وكانت العملية تقوم على أساس القيام بإنزال على الشاطئ الفلسطيني والسيطرة على حافلة عسكرية والتوجه إلى تل أبيب لمهاجمة مبنى الكنيست.
تكونت الفرقة المكلفة بالعملية من عشرين فدائيًا تزعمتها دلال، وعرفت العملية باسم ”كمال عدوان” وهو أحد القادة الفلسطينيين الذين تم اغتيالهم في بيروت.
في صباح يوم 11 أبريل 1978 نزلت دلال مع فرقتها الانتحارية من قارب كان يمر أمام الساحل الفلسطيني واستقلت مع مجموعتها قاربين مطاطيين ليوصلاها إلى الشاطئ في منطقة غير مأهولة ونجحت عملية الإنزال والوصول إلى الشاطئ.
نجحت دلال وفرقتها في الوصول إلى الشارع العام المتجه نحو تل أبيب وقامت بالاستيلاء على باص إسرائيلي بجميع ركابه من الجنود كان متجها إلى تل أبيب واتخذتهم كرهائن وكانت تطلق خلال الرحلة النيران مع فرقتها على جميع السيارات العسكرية التي تمر بقربها مما أوقع مئات الإصابات في صفوف جنود الاحتلال.
بعد ساعتين من النزول على الشاطئ، كلفت الحكومة الإسرائيلية فرقة خاصة من الجيش يقودها ايهود باراك رئيس الوزراء الأسبق، بإيقاف الحافلة وقتل واعتقال ركابها من الفدائيين.
وقامت وحدات كبيرة من الدبابات وطائرات الهليوكوبتر برئاسة باراك بملاحقة الحافلة إلى أن تم إيقافها وتعطيلها قرب مستعمرة هرتسليا وهناك اندلعت حرب حقيقية بين دلال والقوات الإسرائيلية، حيث فجرت دلال الحافلة بركابها الجنود فقتلوا جميعهم وقد سقط في العملية العشرات من الجنود المهاجمين ولما فرغت الذخيرة من دلال وفرقتها أمر باراك بحصد الجميع بالرشاشات فاستشهدوا كلهم.
بعد استشهادها في تل أبيب بدت دلال في إحدى الصور التي التقطتها عدسات المصورين وباراك يشدها من شعرها وينهال عليها ضربًا في كل جزء من جسدها، ولكن وصيتها التي تركتها كانت خالدة وحاسمة وهي ”المقاومة حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني” دون مفاوضات أو تسويات على حقوق الشعب الفلسطيني.
ليست هناك تعليقات: